محنة المثقّف العربي بين التقليد والتجديد

Screenshot_2015-10-17-21-05-51الصراعيّة الأبديّة الثقافيّة في أدبيّات الكتابة، ليست كامنة بين التقليد والتجديد، كمسرح حامل شتّى القضايا والمحمولات والتجليّات والموضوعات، بل في العقليّة الانهزاميّة والانتصاريّة القائمة على عقدة الأنا المرضيّة للذات المبدعة الكامنة في “أفعل التفضيل”، بين بعض التقليديين والحداثويين

فالتوليفة الناتجة من طريحة (بعض)التقليديين المتوهّمين بأحاديّة الأحقيّة في الحقيقة، ونقيضة (بعض)المجدّدين المتمسّكين بأحقيّة النقد والهدم لإعادة البناء،  تُظهر(هذه التوليفة)  جدليّة مبنيّة على ذهنيّة تنازعيّة قائمة بين ذاكرة (بعض)متأخّرين أرادوا أن يمحوا ماضي بداياتهم، ويكرّسوا مجد حاضرهم، وينسفوا كلّ جديد مستجّد قد يتفوّق عليهم، وبين(بعض) مجدّدين يريدون خرق شرنقة الحياء والاستصغار التي يمكن أن يُدفنوا فيها إلّم يجاهروا بأسبقيّة التماع  أفكارهم واستواء رؤياهم وتطلّعاتهم.

وأكثر، فالتقليديّون،  يريدون ذاكرة حداثويّة لا تعترف إلّا بهم، ولا تستظهر إلا إبداعهم. ومن لا يتوّجهم ملوكَ الفكر الثقافة،  يطرحونه خارج حاشية التفكّر والإبداع. ومن لا يرنّم لهم أغرودة الوفاء، يردّدون أنّه انتفاضة طمع وغباء. من لا يعترف بأعجوبة نتاجهم،  يجرّدونه من جنديّة خدمته في الفهم والإفهام.

أمّا أزمة المجدّدين في ضيق تضجرّهم للوصول السريع إلى تكريس الإبداعية الخاصّة بهم، فتراهم ينظرون إلى التقليديين صعاليك يكتبون معلّقات من جاهليّة نفوسهم وقلّة حيلتهم على مجاراة حداثة لم تدخل تاريخَ عظيمِ حضاراتهم. فمن لم يعترف بهم يرمونه بحجارة الغيرة على فنّ الأصول، الذي لا يعرفون منه إلّا جلبابه. ومن يقدّم إليهم النصح والاعتصام بالصبر يردّون بضرورة جدوى انتصاحهم بأخذ قيلولة حتميّة لا استفاقة منها.

لقد نسوا جميعًا أنّ السماء كبيرة تتسّع لجميع المجرّات والنجوم، ولكلّ منها له التماعها المتفرّد، ومحور وجودها في المنظومة الكونيّة كما المنظومة الفكريّة.

لقد نسوا جميعًا أنّ ما يجمع معظمهم أكانوا مقلّدين أم مجّددين، أنّهم يتزّلفون ل”زعيم” إليه ينتمون ويقدّمون ولاءهم، ويتمنطقون بمايتلاءم وتطلّعاته، على شريطة أن يعطيهم شرف الانضواء في حاشيته، فتنقلب المعادلة، ليخطّوا اتجاهًا فكريًا قائمًا على التبعيّة بما يخدم سياسة فرديّة، بدلًا من أن يجعلوا همّهم إيجاد منظومة فكريّة تحمل لواء الخلاص الجمعي، لتحمل لواءها جميع السياسات. 

لقد نسوا جميعًا، أو ربمّا تناسوا، كبارًا وصغارًا، قدماء ومحدثين، أنّهم يتركون قناعاتهم وانفتاحهم وتمدّنهم وتحضّرهم حين تستدعيهم غيرة الطائفة والدين، فيسخّرون أقلامهم ويستحضرون مخزوناتهم التراثية واقتباساتهم للعن الآخر وشتمه، بوجدانيّة تنفصل عن كلّ موضوعيّة، التزامًا باصطفافات تستدعيها أسياد الطائفة بعيدا من المحاجّات المنطقيّة والبيّنات المقبولة على كّل من أنكر ذلك.

لقد نسوا أو تناسوا، أنّ الإعلام حين يسلّط ضوءه على أحدهم، لا يحجب عن الآخر نور الشمس، ولا بمقدوره أن يكبّر حجم من لا حجم له في ضخامة تواضعه، من دون إنكار أهميّة دوره الفاعل.

حبّذا لو أنّ المثقّف العربي يجتاز محنة العقدة النيتشويّة في التفوّق، المتفشيّة لدينا على قاعدة التقليل من المعادلة القيميّة لنتاج الآخر، فتراهم لا يهتّمون بالإنتاجيّة التي تحمل غائيّة إنسانيّة، بقدر ما يهتمّون باتّهام هذا الآخر، وإضاعة الوقت في البحث في سرقاته ومسروقاته، إظهارًا لتفرّد إبداعهم المبني على الأصالة والإبداع، وضعف نتاج الآخر المسلوب من تجاعيد الآخرين.

حبّذا لو أنّ مسرح الثقافة العربيّة يتوقّف عن أن يكون ساح عداء وتزلّف ونفاق، وتراشق أسهم في حلبة المقارنات والمزايدات، لربّما تتوقّف النزاعيّة على استحصال المرتبة الأعلى ولو كانت ولادتها من رحم  التصداميّة غير الشرعيّة، وضريبة الجائزة  إعلاء شأن النرجسيّة استكمالًا لتقويض دعائم الإبداعيّة وليس العكس، ارساء  لمفاهيم البطولة الفارغة والواهمة….

حبّذا لو يعرف جميعهم، أنّ “الضجّاج” بمآثره وبما جادت قريحته، من كلا الطرفين،  هو حقّ مبرّر له، لأنّ الجميع ضحيّة مخزونات ثقاقية وموروثات أدبية قائمة على تمجيد صورة-البطل، أوهميّة كانت أم أسطوريّة، لكن اللوم يقع على الأصحّاء المعتدلين الذي يدركون تقنية فصل “الذات” عن الموضوع” وضرورة إعلاء صرختهم في مواجهة هذا المدّ المرضي في النقد غير البنّاء ونقد النقد المضّاد الهدّام(ونعطي مثالًا على ذلك، ما كتبه محمد عابد الجابري في نقد العقل العربي وردود جورج طرابيشي على كتبه في نقد النقد)

.IMG-20151011-WA0007

 اللوم الأكبر على من يقبل أن ينصّب نفسه حكمًا عادلًا معتدلًا يحكم بالأسبقيّة والألمعيّة وهو يعلم بما شابه من عوارض الإصابة بالمرض المميت المخزي للمثقّف العربي لأنّه يحمل تلك المرآة التي تجعلك ترى في انعكاساتها ما هو يريد، جاهلًا أنّ زمن الاستغباء قد ولّى، واستغلال فكرة العراقة في “العتاقة” قد مضى، وأنّ الأصالة أو الحداثة تلازميّة زمن وحالة، وحتميّة تلاقح وإثمار، في سيرورة المسيرة الثقافيّة وديمومتها.

 يبقى أن نقول، أنّ المثقّف العربي بحاجّة ماسّة إلى ضرورة الوقوف أمام نفسه، والاعتراف بمسؤوليّته تجاه ذاكرة أجياله، من دون أن يتعارض الأمر مع أصالة تراثه، والاستشعار بحتميّة تنقية ذاكرته من الكثير من الموروثات المرضيّة، في مسألة التقاتل بين التقليديين والحداثويين، وتقبّل إعطاء كلّ حديث فرصته ونجاحه، وعدم كسر حناجيه عند محاولات إقلاعه الأولى.

فلا يُخرج المثقف العربي من محنته إلّا انفتاحه واتّساع دائرة رؤيته وتدريبه على ذائقة انتقائية لا تنفي الموضوعيّة ولا الاستنسابيّة، تكون مبنيّة على تقنيّة التمييز بين المستحسن والمستقبح، بما يتضمّن من قيم الحقّ والخير والجمال والبناء والإعلاء

ناتالي الخوري غريب

 

الصداقة… تاريخ صلاحيّة لا ينتهي

الصداقة الحقّ قيمة نهضويّة وفاعليّة خلّاقة وولّادة سعادة حين تكون أقوى من رابط الروح بالروح. صداقة فكر يأبى إلّا ان يتلاقح، عشق عقل يأبى إلّا أن يتغلغل في عمق الخلايا، ليس بعضها، بل كلّها. والأهمّ من ذلك، حين يعي الإنسان كلّ لحظة هذه الصداقةَ، يعي نضجه، يعي لذّة الوقت، يعاني انتظار اللقيا الذي تكافئه الكلمات والمقطوعات العازفة على شوق الفكر للفكر. تتفرّد الصداقة كونها لقاء أرواح يمكن أن قد تكون تاهت في أزمان سابقة والتقت، في كليّ تطابق بين النفس والروح

تتكسّب الصداقة متانتها حين يعي الإنسان أنّها في أوّل سبيلها، تمرّ بمقام الدهشة، فمتى زالت هذه الدهشة، بعد عميق تعارف واكتشاف زوايا وخبايا، إمّا أن تهزل حالها، وتاليًا يتمّ الانتقال بعدها الى مرحلة الروتين العلائقي، فلا تعود تليق بمقام هذا الاسم، تحت قاعدة اكتشاف العيوب لتكون إجابة أحد الشعراء:”أتطلبُ صاحبًا لا عيب فيه/ وأيُّ الناس ليس له عيوبُ”.وإمّا يتمّ الفناء في متانة بقاء الصداقة الأبدي..

لا تشبه الصداقة شيئًا آخر، لا تشبه أمرًا آخر. لأنّها تلك الطاقة المستمدّة من محبّة الآخر وإحساسك أنّ ثمّة من يقدّم لك الدعم والسند، وأنّ عينًا عليك ترعاك أبدًا، وتلك العلاقة التبادليّة والتفاعليّة في عجن الخير المطلق، وبخاصّة حين تبنى على جوهر متأصّل في نفس الصديقين تصبح أقرب ما تكون إلى روح واحدة، وثباتها حريّة قرار الآخر بين البقاء والفرار أنّى يشاء رحيلًا وهروبًا وضجرًا أو بقاء أو عودة بعد غياب، مع كلّ ما تحتّمه من تجرّد كلّي، واندفاع كلّي، ومحبّة تنمو بذاتها من دون أن تنتظر مقابلًا.

قد يعيش المرء عمرًا كاملًا، فلا يلتقي الصديق الحق، وبذلك كمن فوّت بذلك فرصة التجدّد الحياتي مع كلّ إشراقة شمس، فيكون بذلك إنسانًا فقيرًا. وعلى الرغم من أنّ الإنسان يردّد دائما لنفسه أنّه لا يريد أن يتعلّق بأحد، كي لا تكون الخسارة موجعة وقويّة بقوةّ التعلّق، فيكون اللجوء إلى الزهد بالصداقة. وهنا نستحضر ما جاء في كتاب “الحيلة لدفع الأحزان” للفيسلوف الكندي، وفيه ألّا يتّخذ الإنسان من أيّ موضوع أرضي محبوبًا لأنّ كلّ ما على الأرض فانٍ، أكان شيئًا أو إنسانًا، وتاليًا هو عرضة للزوال، ما يجعل الإنسان معرّضًا كلّ آن لخسارة ما يحبّ، من هذا الباب يصبح الزهد بالصداقة زهدًا بالحياة وليس تقليلًا من قدسيّة الصداقة أو تقليلًا من قيمة الآخر في حياته.

فالصداقة تمتّع بالحياة وتنعّم، وهي هبة من هباتها لأنّها ترادف السعادة، وهي أقصى حالات الصدق والحنان. هذا لا يعني ان تكون جميع الصداقات عميقة بالمرتبة عينها، فلكلّ إنسان حاجات وتطلّعات وأسلوب حياة وذائقة عيش فكرا وحياة وماضيًا ومشاعر وأحاسيس، وقد قال في ذلك أحد الشعراء:” ولا يألف الإنسان إلّا نظيره/ وكلّ امرىء يصبو إلى من يشاكله”. وقد تتنوّع الصداقات أو فلنقل تصنّف، على أن يكون تاريخ صلاحيّتها لا ينتهي بانتهاء حاجة المرحلة اليها.

فهناك الصديق الرفيق الذي تستمع اليه وتسانده وتدعمه وتصغي الى همومه ومشاكله وتسعى الى إرشاده وحلّ اموره.

وصديق بعيد-قريب: تتخاطب قلوبكما وعقولكما من دون تعبير عن هذا الشعور النبيل، مع تقدير صريح لمنزلة كلّ منهما في نفس الآخر، على قاعدة أفلاطون”صديقي هو شخصي الثاني”.

وصديق صديق يستحوذ على كلّ كيانك، بعد انتهاء مرحلة الدهشة، صديق يوجعك في العمق وجعه، يفرحك في الصميم فرحه، تصحو لتحاوره وتنام على أمل يقظة الشمس لتطمئن عن حاله، لتعيش معه المجد الذي قال به فولتير.

وبعد، هناك الصديق-المزيّف، الذي يعتقد أنّه يقدّم لك اسمه طبقًا شهيًّا لتكبر به، لأنّه يعتبر نفسه جوهرة نادرة تتسارع الناس اليه او تحلم بقضاء بعض الوقت معه، وانك إذا صادقته، أنت الرابح الاكبر، لحظوتك المكوث في مجالسه، أو أنّك محظوظ كونه قبل الحضور في مجلسك. ودوام وجودك إلى جانبه رهن بمدى قدرتك على أن تكون عددًا ليدين تصفّقان له إعجابًا وانك حين تخدمه تكون خدمة لنفسك، لأنّ برأيه أمثالك يجب ان يتجنّدوا لخدمته وفاء وشكرانًا للحياة على وجوده

.

وأخيرًا، ثمّة نوع جديد آخر، هو الصديق الفيسبوكي، ولنا في ذلك حديث آخر عن هذا العالم الذى بات المنتدى الاجتماعي الأكبر.

وإن كان لا بدّ من كلمة ختام، فمسكها يكون ما قاله بولس سلامة:”علّمتني الحياة أنّ الصداقةَ المحض هي قدسُ أقداس المجتمع، لأنّها بنت المحبّة، والمحبّة غرسة الله في صدور الأوادم”

أثمنُ هبات السماء، صداقاتٌ تسمو بالزمن، وتعطي الحياةَ معناها، وتحلّيها…صداقاتٌ لا تعرف الازدواجيّةَ، تفقه لغةَ الكِيان بلا كلام، حيث انكشاف كلّي أمام مرآة الذات، التفتيشُ عن الألوهة الكامنة هو القبلة، والصراحةُ الكليّة هي نعمةُ الحريّة… والشمسُ تشرق على الأسرار، وظلال العتب تستحي وتختفي، وفيء الأمان بطلٌ في دفء المحبّة التي لا تعرف زوائل وموانع

نشر في الأنوار تموز 2014

ناتالي الخوري غريب

الجنون…أجنحة الفرح

الفرح كيان، له اسم يتغيّر بتغيّر الزمان والمكان، لا يسبح إلّا في الأنهار الجارفة، ولا مصبّ.

للفرح أجنحة تحلّق وتصفّق وترقص في “منازل الرياح” فننسى أنّا كنّا يوما نمشي على الأرض…ومن يأبه. للفرح عيون تري دقائق الأمور، وتعرف كيف تغضّ الطرف عمّا يجب ألّا يُرى. لأنّه يتقنّع بألف قناع وقناع، ويتقن فنّ الاحتجاب والظهور، ليبقي لنفسه قيمة البحث الدائم عنه في ألاعيب الحضور. بسيط هو، لا يحبّ التساؤلات والإجابات المتعدّدة والتأويلات، يكتفي باللمحات والإشارات والدوران في فلك من عنه يسأل

.يتجلّى الفرح في ثلاث:

       في شتّى أنواع العطاء، والعطاء ممّا يفيض لا يعني شيئًا، العطاء ممّا نحن بحاجته

       هو السعادة الأقصى، كفلس الأرملة.

وفي الكرامة، لأنّها هي الأصل والكلمة الفصل، وما تبقّى تفاصيل.

وفي الأمان، لأنّه يُطرد الخوف على المصير، ليتسنّى لملائكة الفرح الاستئثار بالإقامة.

والفرح ينتج في مصنعين:

العقل أوّلا…لأنّ السعادة عادة، تسبقها إرادة. ولأنّنا أبناء الفرح. نحن حقًّا من نقرّر أن نكون سعداء، بتفعيل عمل ذكرياتنا الجميلة التي مضت، بتخزين مزيد من الأحداث المحبّبة في حاضرنا، بصنع غد نتوق إليه. قد يكون الفرح أمامنا ولا نراه، أو كامنًا في الاحتكام إلى الجنون في إطلاقه. لأنّ الجنون هو نشوة الحريّة التي لا يقيّدها عقل وعادة ومتوقّع. وكلّ حريّة لا تناقض العقل، بل تبنى عليه…

فيصبح الجنون ألعوبة العقل في أُلهوّة الحياة. تجليّاته متعة المغامرة في لجّة الخطر، وتأريخ البطولة في سجلّ القدر.

والجنون ليس تهمة، هو اكتمال النضج في فهم العبث، وفتح الأبواب أمام الفرح. لأنّ لذّته كامنة في تعب الآخر من العتب، والاستسلام إلى مشئية الفرح

.

في الجنون، يتمّ قبول الموت صعقًا وحرقًا لرماد يسخر من طبيعة الحياة حيث الروح يتفلّت من قفص الخلايا التي سجن فيها دهرًا.

لا يعني الجنون أنّ العقل في إجازة أو خدّر بمواد الخيبة، بل هو وعي انتقاله من إدمان إلى آخر، واتّخاذه قرار الفصل في المواقف.

الجنون هو القديس الذي يمتلك القدرة على اجتراح الأعاجيب، لا يراها إلّا طالبها الذي يشعر باختفاء جميع أعراض أمراضه. وهو شفيع المنتظرين لأنّه يشفي الإنسان من مرارة الصبر، ويريحه من شقاء، الانتظار.

الجنون هو الطيران حين يمشي الجميع، والمشي حين ينامون…هو الأمل بما يرفضه المنطق لأنه منطق من لا أمل لهم.

وبعد أن تستيقظ من جنونك، تعرف كّم الحماقات التي ارتكبتها وتحتاج الى جنون آخر ينسيك إياها، فما يكسر لا يرمّم.

ويسلبك الفرح ثلاث: غرور وحقد وحسد.

في الغرور لعنة الكبرياء التي تتآمر عليك ساعة تشاء، الزمن لك يرصد، والذكرى صدى لا يرحم.

وهذا يجعلك حاسدًا ينخرك سوس المقارنات ووباء أفعل التفضيل. ليملأ الحقد قلبك، فيتضخّم محتّلًا كلّ المساحات الأُخر، حينذاك لن يتّسع لحبّ أو سعادة ما حييت، حيث لا ينفعك عطاء أو جنون، وتصبح خسارة الفرح حتميّة وتاليًا معنى الحياة وغايتها.

 

مقالاتي الأدبيّة